التسلل لازال يهزمنا

التسلل لازال يهزمنا

يرتبط أداء اللاعب عادة بعوامل أهمها النفسية فنلاحظ هبوط أداء لاعب عهدناه بارزا إلى درجة لا تصدق و عندما نبحث عن السبب نجده ظرفا نفسيا طارئا لذلك تؤمن المنتخبات الناجحة بأهمية خلو ذهن اللاعب قبل دخوله الملعب من أي شاغل قد يشغله عن أداء مهمته و تسعى هذه المنتخبات إلى تأمين كل وسائل الراحة و سبله المعنوية العالية لتتمكن من مطالبة اللاعب بأداء جيد و محاسبة على أداء سيئ . و دول العالم الثالث تعاني أكثر ما تعاني بحكم عدم تطبيقها للإحتراف من عدم قدرة اللاعب في المنتخب السعودي على التوفيق بين التزاماته كلاعب والتزاماته كإنسان سواء كطالب أو كرب أسرة وتجتهد هذه الدول في تجاوز هذه المعاناة دون الوصول لمرحلة التدليل .

والرياضة السعودية عانت من ذلك كثيرا و ذهب ضحية هذه المعاناة العديد من اللاعبين الذين وضعوا على طريق الإختيار المر فتركوا الكرة و اختاروا الحياة أو أختاروا الكرة ثم ضاعت عليهم الحياة و لكن المسئولين عن الرياضة السعودية و على رأسهم سمو الأمير فيصل بن فهد رئيس اللجنة الأولمبية السعودية بذلوا جهودا كبيرة لتلافي سلبيات المعاناة على اللاعب و الكرة ..

انتهت هذه الجهود بتوجيهات سامية بتعاون جميع الجهات المسئولة لتذليل العقبات أمام اللاعب وهو يمثل وطنه ورغم وضوح تلك التوجيهات والجهود فإنك تصاب بالدهشة وأنت تسمع أن إدارة المنتخب آخر من يعلم بل إن مدربه وهو وطني أيضا آخر من يعلم .

لقد رسب الهريفي في دراسته بسبب إرتباطه طيلة العام الدراسي الماضي مع المنتخب و بسبب أن مدير المدرسة التي يدرس فيها قال له مرة : ( روح خل الكرة تنفعك ) رسب الهريفي بمادتين وعزم على عدم إعادة السنة من أجل مادتين و لكن موعد الدور الثاني تعارض أيضا مع إرتباط الهريفي بالمنتخب و النتيجة إعادة سنة دراسية كاملة من أجل مادتين و قد حاول الهريفي عن طريق الزياني و فهد الدهمش تلافي هذه النتيجة دون جدوى و لم يحصل إلا على وعود منهما بحل مشكلته . و لهذا قل حماس الهريفي و قل عطاؤه لأنه من الصعوبة أن تطلب من اللاعب و أنت لا تعطيه على الأقل تعطيه الثقة و الأمان و الإستقرار .

فأين تصريحات مدير المنتخب و مدربه حول الثقة و الروح العالية و القرب من نفسية اللاعبين و تفهمها .. ألم يصرح الدهمش بأنه قام بدراسة نفسية كل لاعب على حدة أم إن هذا التصريح لا يشمل فهد الهريفي كما لم يشمل محمد عبد الجواد من قبل عندما أراد عملا في الخطوط السعودية . إنني لا أطلب تدليل اللاعبين و لكنني أطلب توفير الجو الملائم لمحاسبة اللاعب على تقصيره . وحتى نكون منصفين و حتى نحمل كل وازرة وزرها فإننا يجب أن نكشف موقع تسلل آخر يمارسه إعلامنا الرياضي تحت الضباب .

و لعل صمدو فعل خيرا و هو يكشف هذا التسلل من خلف الضباب .فالممارسة الذاتية في إعلامنا الرياضي تجاوزت الأندية إلى مواقع أخرى لا ينظر إليها إلا الجاهلون المصابون بالأمراض المعقدة ، منذ دخل صمدوا إلى المنتخب و بعضنا يحاول للأسف فرض صورة صمدو على مقعد صالح النعيمة و كان لابد وكالعادة من حملة مضادة تؤكد العكس و كأن العملية تنازع كراس في طاولة الإتجاهات و هو مرض ليس طارئا فحسام و ماجد في الصورة أيضا و الدعيع والسليماني و غيرهم من الضحايا فإذا غاب أحد البارزين اتجهنا للبديل لعله يفرض رغبة عواطفنا و شهية عقدنا على المنتخب

و الأمر لا يقتصر على الصحافة الرياضية بل تنافس فيه المعلقون الرياضيون حتى باتت العملية مكشوفة لا تخفي على أحد فنحن نمارس حربا ضد فريقنا عن طريق خلق الغيرة و الحسد بين لاعبيه والإيحاء بان بروز واحد معناه فقد الآخر و هذا لا يحدث إلا هنا . لقد حاولوا إقناعنا أن صمدو مكان النعيمة مع الفارق الكبير بين أسلوب كل منهما و جاهد الفريق الآخر ليؤكد أن صمدو لا يمكن أن يسد مكان النعيمة و لو سأل الفريقان .. لماذا لا نكسب صمدو بجوار النعيمة .. لما قامت بينهما القيامة .. غير أن هذه النظرية القائمة على أقنعة مريضة ستظل تفتك بروح المنتخب طالما أن الزياني نفسه أحيانا يؤمن بها . ألم يقل أن سدوس لم يسد مكان محيسن ؟ ألم يقل بان سبب هزيمة الكاميرون خروج صمدو ؟

و هكذا نهوى كلنا اللعب بالنار و العزف على وتر الأفضلية إنطلاقا من أنديتنا و أماكننا . أما المنتخبات الأخرى بما فيها القريبة جدا من هنا فإن نجما يغيب و يحل محله آخر و لاعبا مصاب و يلعب البديل دون أن تسمع أو تقرأ أي مقارنة بين الإثنين في العراق : خرج أحمد راضى دون أن نسمع مقارنة بينه و بين حسين سعيد و دون أن نقرأ من يقول بان أحمد راضى خطف الأضواء من حسين سعيد .. أما لدينا فمنذ بزغ نجم محيسن و القوم يتجادلون حوله وحول ماجد عبد الله و هاهم اليوم يتجادلون حول النعيمة و صمدو , و الدعيع والسليماني



المنتخبات الأخرى تكسب نجم بجوار نجم و نحن نصر على كسب واحد مقابل خسارة الآخر حتى نخسر الإثنين معا .

الملاعب الرياضيه ـــ 1406هـ